المدح بين المسيب بن علس ورودكي السمرقندي: دراسة مقارنة

الملخص

يُعدُّ المدح من أكثر الأغراض الشعرية التي لاقت اهتماماً لدى الشعراء منذ القدم، ويعود ذلك إلى اعتقاد بعضهم بأن غرض المدح أساس الشعر الكامل، وقد لاقى اهتماماً من الشعراء والدارسين في الثقافات كافة، ومن ذلك: الثقافة العربية والفارسية، ومن بين الأسماء اللامعة التي تناولت المدح كغرض أساسي في الشعر: الشاعر العربي المسيب بن علس والفارسي رودكي السّمرقنديّ؛ لذا عملنا في هذه الدراسة على مقارنة المدح بين شعريهما -وفقاً للمنهج التحليلي الوصفي- في محاولة لكشف نقاط التشابه والاختلاف بينهما، وكان من أهم ما توصلت إليه الدراسة أن كليهما اهتم اهتماماً كبيراً بإظهار التكسّب في مدحه كدافع يكمن وراء شعره، وهو مما يتعلق بذات الشاعر وشخصيته، فضلاً عن وجود دوافع أخرى تتعلق بشخصية الممدوح؛ كما أنهما ركزا على إبراز صورة الممدوح وأغفلا ما عداه إلا فيما يخدم إبراز صفات الممدوح، وقد تميّز رودكي عن المسيب بثنائه على الصفات الخَلقية والجسمية للممدوح، خلافاً للمسيب الذي ركّز على صفاته الخُلقية فقط. لقد هدف البحث إلى كشف جانب من جوانب القصائد المدحية التي تبرز صورة الممدوح والآخر ودوافع المدح، مع التأكيد على أن تلك الدوافع تظلل صورة الممدوح، وتشدد في رسمها على ما يلبي تلك الدوافع، وبهذا يكون البحث قد أضاء على جانب من جوانب الشعر القديم.