نحو تعلم رقمي متطور: فاعلية توظيف التكنولوجيا الرقمية في التعليم بمدارس القدس

الملخص

هدفت الدراسة التعرّف على مدى فاعلية توظيف تقنيات التعلّم الرقمي في مدارس القدس من وجهة نظر مديري المدارس ومعلميها، باتباع المنهج الكيفي (النوعي) الوصفي باستخدام أداة الدراسة، وهي المقابلات الشبه مفتوحة لملائمتها منهج الدراسة والعمل على تحليل استجابات المبحوثين من خلال تحليل المضمون، ويتمثل المشاركون في الدراسة من خمسة مديرين يعملون في هذه المدارس وهم من أصحاب الخبرة والمعرفة في التقنيات التكنولوجية، ويسعون لتطبيق مفاهيم التربية الرقمية في مدارسهم، ويتمتعون بالكفاءة الإدارية، بالإضافة لذلك شملت الدراسة عشرة مشاركين من المعلمين والمعلمات الذين يعملون في هذه المدراس وتحت إدارة المديرين، وقد طبّقوا التعليم الإلكتروني مع طلابهم. وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: أن أهم تقنيات التعلّم الرقمي المتوفرة في مدارس القدس هي عبارة عن الأجهزة والمعدات (Hardware) المختلفة، والبرمجيات (Software) المُكوّنة من منصات التواصل والمواد التعليمية والتفاعلية وبرمجيات التلعيب (Gamification) ونظام المشاريع التكنولوجية. ويوجد فرق بين جاهزية المدرسة وتوفر تلك الأجهزة والبرمجيات تبعًا للجهة المشرفة على المدرسة. وأن فاعلية توظيف تقنيات التعلّم الرقمي في مدارس القدس تكمن بارتفاع التحصيل الأكاديمي للطالب واكتسابه القيم التربوية من خلال تقنيات التعلّم الرقمي، وزيادة الحماس والدافعية للتعلّم، مع مراعاة الفروق الفردية. أما بما يخص التحديات فإن توظيف تقنيات التعلّم الرقمي في مدارس القدس تواجه مجموعة من التحديات أهمها بما يخص الثقافة السائدة بين أوساط أولياء أمور الطلاب والأمية الرقمية، وتحديات تأهيل وجهوزية الطواقم التربوية والبنية التحتية للمدرسة. وأوصت الدراسة مجموعة من التوصيات أهمها تعزيز البرامج التدريبة وورشات العمل لتطوير الطلاب والمعلمين لتلبية احتياجاتهم المستقبلية، والاهتمام بعقد دورات توعوية بأهمية المحتوى الرقمي وتوظيف تكنولوجيا التعليم بتقنياتها الرقمية والعمل على محو الأمية الرقمية بين أوساط أولياء الأمور، والعمل المستمر على تقوية البنية التحتية الرقمية للمدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، والعمل على مواكبة التسارع الرقمي التكنولوجي المتسارع والمستمر.